بدأت فكرة إنشاء سينما ريفولي في العام 1952 وذلك بعدما احترقت سينما أمبير في مدينة صور التي كانت ذات وجه مسيحي، وبعد إنشاء الشارع "الجديد" الذي يجدر الإشارة أنّه كان بين حارتين من أقدم حارات المدينة واللتين هما حارة "المسيحيين" وحارة "الإسلام"، وكان هذا الشارع من أهم شوارع المدينة في الستينات.
أخذ التخطيط لبناء ريفولي وقتاً طويلاً، إلى تمّ بناءها في العام 1961 على الأرض التي كانت تابعة للكنيسة الكاتوليكبة الموجودة حالياً مقابل السينما. وأتت فكرة إنشاء السينما من إدوار واكيم وهو شخص كان يعمل في الكنيسة إلّا أنّه لم يكن معه التمويل الكافي فعرض عليه نعيم حلاوي، أحد أكبر تجّار مدينة صور في ذلك الوقت، أن يتكفّل بمصاريف بناء السينما فقبل الآخر على أن تكون السينما ذات وجه مسيحي كما أراد واكيم، ولكن بشرط أن يكون لحلاوي 70% من السينما و ال30% الباقية لواكيم. وفعلياً بدأت سينما ريفولي تستقبل العروض والزائرين في العام 1961.
كانت سينما ريفولي من السينمايات التي استقطبت العديد من الشخصيات، وعُرضت فيها الكثير من الأفلام والمسرحيات على خشبتها الصغيرة، وكانت مقصداً للعائلات الذين كانوا يحجزون تذاكر "البلكون" والتي كان سعرها أكثر من سعر تذاكر الصالة التي كان الشباب والأصدقاء والعشّاق بشكل خاصّ يحجزونها. استمرّت السينما على هذا الحال حتّى العام 1978 عندما شنّت اسرائيل ضربات عدّة على الجنوب أصابت إحدى هذه الضربات سينما ريفولي التي تضرّرت حينها بشكلٍ واضح ما أدّى إلى إقفالها حتّى العام 1982.
تمّ اتّخاذ قرار بإقفال السينما بشكلٍ نهائيّ بعد فشل محاولات الاستثمار بالسينما، وذلك بفعل ضعف الحركة السينمائية في ذلك الوقت بفعل ظهور التلفاز والتطوّر التكنولوجي الذي أدّى إلى انشغال الناس عن السينما. حتّى أُقفِلَت نهائياً في العام 1993.
عمل متطوّعون من جمعيّة تيرو للفنون بإشراف قاسم اسطنبولي على إعادة ترميم سينما ريفولي التي تمّ افتتاحها في العام 2018 لتعود هذه السينما إلى أهالي الحارتين مجدداً بعد إقفالٍ دام حوالي الثلاثة عقود لتصبح مسرحاً وطنياً يقدّم مختلف المشاطات الفنيّة والثقافيّة للزائرين بصورةٍ مجّانيّة.